Checkout

خطب الجمـعة

faheemfb@gmail.com

146

      

 

     
 

     


بسم الله الرحمن الرحيم

فضل يوم عرفة ـ وسُنَّة الأضحى

 

كتبها : الشيخ عمرعلي

ترجمها إلى الإنجليزية : د . فهيم بوخطوة

 

06 ذو الحجّة 1431

12 نوفمبر 2010

 

أَمَّا بَعدُ: عباد الله :

 أُوصِيكُم ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عز وجل وَتَعظِيمِ حُرُمَاتِهِ وَشَعَائِرِهِ، (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ.)

أَيُّهَا المُؤمِنُونَ، نعيش هذه الأيام ،أَيَّامًا فَاضِلَةً من أيام الله، أَيّامًا مِن أَفضَلِ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ، بَل هي بِنَصِّ الحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَفضلُهَا، على الإطلاق كما ذكرنا ذلك في خطبة سابقة. إِنها الأَيَّامُ المَعلُومَاتُ الفَاضِلاتُ التي جَعَلَ اللهُ العَمَلَ فِيهَا لَيس كالعَمَلِ في غَيرِها، يَقُولُ صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِن أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إلى اللهِ مِن هَذِهِ الأَيَّامِ العَشرِ))، قَالُوا: وَلا الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ؟! قَالَ: ((وَلا الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ، إِلاّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفسِهِ وَمَالِهِ فَلَم يَرجِعْ مِن ذَلِكَ بِشَيءٍ))، وَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم : ((مَا مِن أَيَّامِ أَعظَمُ عِندَ اللهِ سُبحَانَهُ وَلا أَحَبُّ إِلَيهِ العَمَلُ فِيهِنَّ مِن هَذِهِ الأَيَّامِ العَشرِ، فَأَكثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهلِيلِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّحمِيدِ)).

 

فضل الأيام العشر ويوم عرفة :

 

 إخوة الإيمان : هذه هي الأيام العشر التي أنزل الله فيها على محمد صلى الله عليه وسلم " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" . روي عن إبن عباس رضي الله عنه  أنه قرأ هذه الآية وعنده يهودي فقال : لو نزلت هذه الآية علينا لاتخذناها عيدا، فقال إبن عباس فإنها نزلت في يوم عيدين : يوم جمعة ويوم عرفة . وفي يوم عرفة الصيام الذي يُكفر سنتين: سنة قبله وأخرى بعده كما أخبربذلك رسول الله  صلى الله عليه وسلم حيث قال : " صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" فيوم عرفة هو اليوم الذي ما رُئي عدو الله إبليس في يوم هو أحقر ولا أصغر ولا أغيظ منه فيه، وذلك لما يرى من تنزل الرحمات والخير والبركات ، وتجاوز الله عن الذنوب العظام. إنه يوم العتق من النار فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء". ياله من مشهد شريف عظيم يقف فيه الحجاج في تلك المواقف المشرفة، ويحظون بزيارة تلك البقاع المطهرة يرفعون أكف الضراعة منكسرين إلى الله تائبين مستغفرين (ومن يغفر الذنوب إلا الله). فعظموا عباد الله هذا اليوم ، واغتموا أوقاته بالبر والإحسان ، وكثرة الذكر والصوم وقراءة القرآن.

 

يوم العيد

 

ويلي يوم عرفة يوم النحر ، وهو يوم عند الله عظيم يرى بعض أهل العلم أنه أفضل أيام السنة ، وأنه أفضل حتى من يوم عرفة لما في السنن عنه صلى الله عليه وسلم قال: " إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر" ويوم القر هو يوم الإستقرار في منى. وسواء كان يوم العيد أفضل أم يوم فإن كليهما يومان فاضلان عظيمان كريمان، واقعان في أيام كريمة شريفة لا يعرفها ولا يقدرها قدرها إلا  الموفقون الأتقياء. ولا يُحرم من فضلها إلا المحرومون الأشقياء. وعن يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب".

 

سنة الأضحية:

 

أيها الأخوة المؤمنون عباد الله : ومن أعظم شعائر يوم العيد ذبح الأضاحي والتقرب إلى الله بإهراق دمائها، يقول سبحانه وتعالى (فصل لربك وانحر) . والأضحية مشروعة باتفاق المسلمين بلا خلاف بينهم ، وذبح الهدايا والأضاحي من شعائر ديننا الظاهرة ، فهي سنة أبينا إبراهيم ، وهدي سيد الأولين والآخرين محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، فقد سنها صلى الله عليه وسلم وحث عليها أمته قال انس رضي الله تعالى عنه : ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ، ذبحهما بيده وسمى وكبر... وهي مطلوبة في وقتها من الحي عن نفسه وعن أهل بيته وله أن يُشرك في ثوابها من شاء من الأحياء والأ موات. ويضحي الرجل بالشاة الواحدة عنه وعن أهل بيته وإن كثر عددهم أو تفاوتت درجة قرابتهم ، قال أبو أيوب رضي الله عنه : كنا نُضحي بالشاة الواحدة ، يذبحها الرجل عنه وعن أهل بيته ثم تباهى الناس فصارت مباهاة.

شروط الأضحية:

 

ثم إن للأضحية شروط  لابد من توفرها حتى تصح :

أولها :    أن تكون من بهيمة الأنعام : الأبل ، أو البقر، أو الغنم.

وثانبها :  أن تبلغ السن المعتبرة شرعا بأن تكون مسنة والمسنة هي الثنية فما فوقها من الأبل والبقر والغنم.

وثالثا :    أن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء، كامرض البين ، والعرج البين، والعور البين ، والهزال الشديد ، ويلحق بهذه العيوب ما كان مثلها أو أشد منها. أما ما كان دونها فلا يمنع الإجزاء ولكنه يُكره، والله طيب لا يقبل إلا طيبا.

رابعا :    فأن تكون الأضحية مملوكة للمضحي أو مأذونا له فيها من صاحبها فلا تصح الأضحية بالمسروق ولا المغصوب ونحوهما.

خامسا :  فأن يُضحي في الوقت المحدد للأضحية شرعا ، وهو من بعد صلاة العيد إلى غروب الشمس في اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.

 

واعلموا رحمكم الله بأن الأضحية سنة نبيكم وقربة إلى ربكم ، فضحوا وطيبوا بأضاحيكم نفسا، واستشعروا في ذبحها التقرب إلى الله وإخلاص النية له واحتساب الأجر والثواب عنده، بعيدا عن الرياء والسمعة والمفاخرة والمباهاة (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي لله رب العالمين . لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . 

 

 


faheemfb@gmail.com   فهيم أبوخـطـوة، ، البريد الإلكتروني