Checkout

خطب الجمـعة

faheemfb@gmail.com

236

     


بسم الله الرحمن الرحيم

الشهر المحَرَّم وفضله

 

كتبها : الشيخ  عبد الرزّاق طاهر فارح

ترجمها إلى الإنجليزية : د . فهيم بوخطوة

 

07 المحرَّم 1444 هـ

05 أغسطس 2022 م

 

الحمد لله ،،، الحمد لله الذي أنزل القرآن بِلِسَانٍ عربي مُبِين،، وفَصَّل آياتِه،، قُرآناً عربِيَّاً لقوم يعلمون ، بشيراً ونذيرا.

والصلاة والسلام على أفصح العرب قاطبةً،، مَنْ آتاه الله جوامع الكَلِم،، وعلى آله وأصحابه،، وعلى كُلّ مَنْ إِهْتَدَى بِهَدْيِه، واسْتَنَّ بِسُنَّتِه،، واقتَفَى أثَرَهُ،، إلى يومِ الدِّين.

أسأل الله تبارك وتعالى الذي جمعنا في هذا المسجد المبارك على طاعته،، أنْ يجمعنا في الآخرة مع سيِّد الأنبياء،، محمّد صلَّ الله عليه وسلَّم، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه.

 

أحبتي في الله ،

فإنَّ شهر الله المحرَّم شهرٌ عظيمٌ كريمٌ مبارك. فهو أوَّل شهور السَّنَة الهجرية. وأحد الأشهر الحُرُم. وسُمِّيَ "شهر الله المحرَّم" بهذا الإسم لكونه شهراً محرماً، وتأكيداً لحرمته. هذا الشهر الكريم، كان النَّبي صلى الله عليه  وسلَّم يُكثِر فيه من الصِّيام. ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه  وسلَّم: {أفضل الصِّيام بعد رمضان، شهر الله المحرَّم}. ولقد ثبت أنَّ النّبي صلى الله عليه  وسلَّم لم يصُمْ شهراً كاملاً قطٌّ إلا شهر رمضان. ويُحْمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصِّيام في شهر الله المحرَّم.

هذا الشهر الكريم، جعل الله جلَّ وعلا يوماً مباركاً فيه، وهو يوم عاشوراء. وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرَّم. وهو الموافق يوم الإثنين القادم. هذا اليوم كان النَّبي صلى الله عليه  وسلَّم يُعظِّمه ويُفَضِّله. ففي صحيح البخاري من حديث إبن عبّاس رضي الله عنهما قال: قدم النَّبي صلى الله عليه وسلَّم المدينة فرأي اليهود تصوم يوم عاشوراء. فقال عليه الصَّلاة والسَّلام:{ما هذا؟}. قالوا: "هذا يومٌ صالح، هذا يومٌ نَجَّى الله بني إسرائيل من عدوِّهم فصامه نبيُّ الله موسى". فقال عليه الصَّلاة والسَّلام: {فأنا أحقُّ بموسى منكم}. فصامه وأمر بصيامه.

وفي رواية مسلم قالوا: "هذا يومٌ عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى". وفي زيادة في رواية الإمام مسلم: "فصامه موسى شكراً لله تعالى، فنحن نصومه". وفي رواية البخاري: "ونحن نصومه تعظيماً له".

 

هذا اليوم الكريم فضْلُ صيامه عظيم، كما في صحيح البخاري من حديث إبن عبَّاس رضي الله عنه قال: "ما رأيت  النَّبي صلى الله عليه وسلَّم يتحرَّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر (يعني شهر رمضان)". وقولُه: "يتحرَّى" أي يقصد صومه، لتحصيل ثوابه وأجره وفضله. ولذا قال النَّبي صلى الله عليه وسلَّم كما في صحيح مسلم: {صيام يوم عاشوراء، إنِّي أحتسب على الله أن يُكَفِّر السَّنَة التي قبله}. وهذا فضلٌ عظيم. وهذا فضل الله علينا أن يُعطينا بصيام يومٍ واحد تكفير الذنوب سنةٍ كاملة. وجمهور أهل العلم يرى أن "تكفير الذنوب" بصيام يوم عاشوراء تكون للذنوب الصغائر. أما الكبائر تحتاج إلى توبة. روى إبن عباس رضي الله عنهما حين صام رسول الله  صلى الله عليه وسلَّم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: "يا رسول الله،، إنَّه يوم تُعَظِّمه اليهود والنصارى". فقال عليه الصَّلاة والسَّلام: {فإذا كان العام المقبل، إن شاء الله تعالى صمنا اليوم التاسع}. فلم يأتي العام المقبل إلا وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلَّم. والحديث رواه مسلم. لكن الأئمَّة أصحاب المذاهب الحنابلة والشافعيَّة وغيرهم قالوا: "يُستحب الصَّوم يوم التاسع والعاشر معاً، لأن النَّبي صلى الله عليه وسلَّم صام العاشر، ونوى صيام التاسع من شهر الله المحرَّم". وعلى هذا يا عباد الله،، فصيام عاشوراء إما أن يُصام وحده، وإمَّا أن يُصام معه اليوم التاسع.

 

أسأل الله تبارك وتعال أن يُيّسٍّر لنا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، إنَّه هو الغفو الرحيم.

 

الخطبة الثانية،،

 

الحمد لله ،، الحمد لله الذي هدانا لهذا ،، وما كنَّا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله

وأشهد أن لا إله إلا الله ،، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ،،

صلّ الله عليه وعلى آلِه وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين

 

أحبَّتي في الله ،، ألا صلُّوا وسلِّموا على من أمركم الله بالصلاةِ عليه،،

إنَّ الله وملائكته يصلُّون على النَّبي ،، يا أيُّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تسليما

 

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ،، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهم، إنَّك حميد مجيد

اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد ،، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهم، إنَّك حميد مجيد

 

اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ،، ونعوذُوا بكَ اللّهُم من سخَطِكَ والنَّار. 

اللهم إنَّا نسألك العفو والعافية ،، في الدنيا والآخرة. 

اللهم ربَّنَا آتِنا في الدنيا حَسَنَةً ، وفي الآخرة حسنة، وقِنَا عذابَ النَّار

اللهم إنَّا نعوذ بك من والبَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام

 

يارب ، لا تَدَعْ لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همَّا إلا فَرَجْتَه، ولا ديناً إلا قَضَيتَه، ولا مريضاً إلا شَفَيتَه،

ولا حاجة من حوائج الدنيا، لك رِضَى، ولنا فيها صلاح إلا قضيتها وأعنتها يا أرحم الرَّاحمين

 

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات

إنَّك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات،،

 

اللهم إنَّا نُحِبُّ نَبِيُّك ونُحِبُّ أصحاب نَبِيُّك ، فاحشرنا معهم وإن لم نعمل بِمِثْلِ أعمالهم ، يا أرحم الراحمين.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين

 

 

 


Faheem Bukhatwa, my email address is : faheemfb@gmail.com