خطب الجمـعة |
![]() |
|
216 |
بسم الله الرحمن الرحيم
نهاية رمضان 2019
كتبها : عبد الرزّاق طاهر فارح
ترجمها إلى الإنجليزية: د . فهيم بوخطوة
26 رمضان 1440
31 مايو 2019
أحبتي في الله ،،
هكذا إذاً تُسرعُ الأيَّام والليالي وتصحب معها الآجال. مَرَّت بنا مسرعة، ولم يبقى من رمضان إلاَّ أربعة أيَّامٍ أو ثلاثة أيَّام. ووالله هي كما وصفها الله جلَّ وعلا: أيَّاماً معدودات. فينبغي على كلٌّ منَّا أن يقف وقفةً يُحاسبُ فيها نفسه. ماذا قدَّمَ فيما مضى؟ وماذا يرجو مِمَّا بقى؟ لأنَّ المؤمن ما دام في رمضان لحظة، على أملٍ، وفي عملٍ، حتى لا يَخرُجَ من رمضان كما دخل فيه، فيندم. فلابد من هذه القفة للمحاسبة، لتعرف أين أنت، وماذا إستفدت من صيامك، وقيامك، وهل تَحَقَّقَ مقصود الله فيك من فرض الصِّيام؟ وهي تَقْوَى. فإذا رأيت بعد هذه اوقفة أنَّك قد أحسنت فيما مضى، فأحمدِ الله تعالى على فضله، واشكر الله على نِعمة التوفيق. وواصل الجِدَّ والإجْتِهاد إلى أخر ليلةٍ من ليالي الشهر. فإنَّما الأعمال بالخاوتيم.
وإن كانت الأخرى، فرأيت تقصيراً أو تفريطاً، فاعلم أنَّه مازال فيما بَقِيَ من رمضان فُرصَةٌ أن تُعَوِّضَ ما فات من تقصير. ولعَلَّنا نُصادف فيها ليلة القَدْر. عن أبي ذَر رضي الله عنه قال: لمَّا بقى ثلاث من الشهر، جمع النَّبي صلى الله عليه وسلم أهله ونِساءه، وقام بنا حتى تخوَّفنا أن يفُوتنا السَّحور. رواه النسائي، وهو حديث صحيح.
عباد الله ،، لقد شرع لنا ربُّنا في ختام الشهر ثلاث عبادات جليلة مُكمِّلة ومُتَمِّمَة لنعمةِ ربنا علينا في رمضان. وهذه العبادات هي: زكاة الفطر، والتكبير، وصلاة العيد.
فأما زكاة الفطر فهي واجِبٌ على كلِّ مسلم عاقل مستطيع. ويَجِبُ أنْ يُخرِجُ الزَّكاة عن من يعول. روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله إبن عمر أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر أو عصاعاً من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين. وحِكْمَةُ مشروعيتها كما قال أهل العلم أنَّها طعمة للمساكين، وطُهرةٌ للصَّائمين، وشكرٌ للهِ ربِّ العالمين.
والمقدار الواجب إخراجه في زكاة الفطر، ذهب العلماء أن الواجب هو صاعٌ من جنس طعام أهل البلد. فإنْ كان طعامهم أرزاً يُخرِجون أرزاً. وإن كان قمحاً يُخرجون قمحاً. والصّاع هو ما يعادل وزن 2.35 كيلوجرام، وبعضهم قالوا 3 كيلوغرام.
وأمَّا التكبير فقد أمر الله تعالى به في كتابه فقال: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} 2:185،، أي ما وفقكم له من الصِّيام والقيام وغيرهما من الطَّاعات في هذا الشهر. فالتكبير شُكرٌ لله على الهِداية وعلى المكاسب التي تحققت في هذا الشهر. فأكثروا أيُّها المسلمون من التكبير من غروب شمس ليلة العيد إلى وقت الصلاة. قولوا: (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد). قولوا ذلك جهراً في المساجد والبيوت.
وأما صلاة العيد فقد أمر بها رسول الله الرِّجال والنِّساء، وحتى الحِيَّضِ يشهدن الخير، ودعوة المسلمين، ويعتزلن المصلَّى.
والسُّنَّةُ الإغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن الثِّياب، والتَّطيُّبِ للرِّجال. وتخرج النِّساء غير متجمِّلات ولا متطيِّبات. (ولا بأس أن يفعلن ذلك في بيوتهن، ولكن ليس عندما يخرجن).
والسُّنَّةُ أنْ يأكل الإنسان قبل خروجه إلى الصلاة تمرات وتراً، ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو نحوها من الوتر. ومن فاتته صلاة العيد، صلَّى ركعتين.
أيها المسملون،، وعبادةٌ رابعة (بالإضافة إلى: زكاة الفطر والتكبير وصلاة العيد) يُستحبُّ أن يُختَمُ صيام رمضان بالإستغفار والإكثار منه. والإستغفار سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ في عموم العبادات. فَيُختَمُ به في الصلاة، ويُختَمُ به في الحج. والإستغفار في الصِّيَام يكون لأجل التقصير الذي حصل فيه من تفويت بعض الطَّاعات، والوقوع في بعض المنهِيَات كالغيبة وغيرها.
Faheem Bukhatwa, my email address is : faheemfb@gmail.com