خطب الجمـعة |
![]() |
|
124 |
بسم الله الرحمن الرحيم
الأدب مع النّبي (صلَّ الله عليه وسلم)
كتبها : الشيخ د . يونس صالح
ترجمها إلى الإنجليزية : د . فهيم بوخطوة
19 صفــر 1431
06 فبراير 2010
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده، ورسوله:
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} سورة آل عمران: 102.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} سورة النساء: 1
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} سورة الأحزاب: 70 ، 71.
أما بعد ..
حديثنا اليوم بإذنه تعالى عن الأدب مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكن قبل أن نتعرف على كيفية الأدب مع المصطفى، وأقول: هل تعرف المصطفى؟ وسينتظم جوابى على هذا السؤال فى العناصر التالية:
أولاً: تعظيم الرب العلى لقدر الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم .
ثانيا: مظاهر الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
إن شأن المصطفى صلى الله عليه وسلم عند الله لعظيم، وإن قدر الحبيب عند ربه لكريم، فلقد خلق الله الخلق واصطفى من الخلق الأنبياء، واصطفى من الأنبياء الرسل، واصطفى من الرسل أولى العزم الخمسة، نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً- صلوات الله عليهم جميعا- واصطفى من أولى العزم الخمسة الخليلين الحبيبين إبراهيم ومحمداً واصطفى محمداً على جميع خلقه، فشرح له صدره ورفع له ذكره وأعلى له قدره ووضع عنه وزره، وزكاه ربه فى كل شئ.
زكاء فى عقله فقال سبحانه: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) } سورة النجم وزكاه فى صدقه فقال سبحانه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) } سورة النجم، وزكاه فى فؤاده فقال سبحانه: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} سورة النجم، وزكاه فى بصره فقال سبحانه: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) } سورة النجم، وزكاه فى صدره فقال سبحانه: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) } سورة الشرح، وزكاه فى ذكره فقال سبحانه : {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) } سورة الشرح ، وزكاه فى طهره فقال سبحانه: {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) } سورة الشرح، وزكاه فى حلمه فقال سبحانه: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (128) } سورة التوبة، وزكاه كله فقا سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) } سورة القلم بأبى هو وأمى.
أغـــــر علـــيه للنبـوة خــاتم
وضــــمّ الإله إسـم النبى إلى اســمه
وشـــق لــه مــن اسـمه ليجــله
مــــن نـــــور يـــوح ويشـــهد
إذا قـــــال فى الخــمس المـــؤذن أشهد
فـــذو العـرض محمود وهـــذا مــحمد
ويتجلى تكريم الرب العلى لحبيبنا النبى صلى الله عليه وسلم فى قسم الله جل وعلا بعمر المصطفى صلى الله عليه وسلم و بحياة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، قال ابن عباس رضى الله عنهما: والله ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفساً أكرم عليه من محمد، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غير محمد فقال جل وعلا: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ(72) } سورة الحجر أقسم الله بحياة حبيبه المصطفى فيقول ربه له: وحياتك يا محمد.
معنى الآية وحياتك يا محمد إن أهل الشرك إن أهل الكفر فلا ضلالهم يترددون ويتخطفون ويتحيرون: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} .
بل لم يقسم الله جل وعلا لنبى من أنبيائه بصفة الرسالة إلا لحبيبنا المصطفى فقال جل وعلا: {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِين (3)} سورة يــس يقسم الله لنبينا فقط بأنه رسول من عنده فيقول: {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ *عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم } ، سورة يــس
بل وأقسم الله بالضحى: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى } سورة الضحى أنه ما أهمل محمداً وما قلاه بعدما اختاره واصطفاه واجتباه وأن ما أعده له فى الآخرة خير له من كل ما أعطاه فى دنياه، وقد جمع الله له الكرامة والسعادة فى الدارين مع الزيادة فقال جل فى علاه: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ *وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} سورة الضحى .
تدبر معى أيها المحب للحبيب محمد لتقف على قدر حبيبك عند ربه جل وعلا فوالله لقد خاطب الله جميع الأنبياء والمرسلين بأسمائهم مجردة إلا المصطفى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } (35) سورة البقرة. {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا} (48) سورة هود: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } 104 ، 105 سورة الصافات ، {يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} 11، 12 سورة طـه ،{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (55) سورة آل عمران . {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ } (26) سورة ص، {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا } (7) سورة مريم ، { يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا }(12) سورة مريم ، { قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ} هود (81)
أما المصطفى فنادى عليه ربه بقوله : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ } (1) سورة الأحزاب، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (45، 46) سورة الأحزاب ، وداعياً إلى الله وداعياً إلى الله: { بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (46) سورة الأحزاب، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ } (41) سورة المائدة، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} (1، 2) سورة المزمل ، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} (1، 7) سورة المدثر، يا أيها النبى، يا أيها الرسول، يا أيها المزمل، يا أيها المدثر، وما ذكر الله اسم النبى إلا مقروناً بالرسالة فقال سبحانه: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران.
وتدبر معى هذه الكرامة فإن الله جل وعلا قد خاطب حبيبة فأخبره بالعفو عنه قبل الفعل الذى فعله قال سبحانه: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} (43) سورة التوبة. عفا الله عنك فقدم الله العفو عن حبيبه ثم أخبره بفعلته بعد ذلك: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} (43) سورة التوبة، وخصه تبارك وتعالى بالشفاعة العظمى فى الآخرة وهى المقام المحمود الذى ذكره الله فى قوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}(79) سورة الإسراء.
وخصه الله جل وعلا بالوسيلة، والوسيلة هى أعلى منزلة فى الجنة كما فى صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن النبىصلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا على فإنه من صلى على مرة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لى الوسيلة، فإنها منزلة فى الجنة لا تتبغى إلا لعبد، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لى الوسيلة حلت له شفاعتى" (1[1]) .
وخصه الله بالكوثر هل تعلمون ما الكوثر؟ حوض أو نهر فى الجنة ماءه أشد بياضاً من الثلج، وأحلى مذاقا من اللبن بالعسل، وطينه- أو طيبه، كالمسك الأذفر وعدد آنيته بعدد نجوم السماء من شرب منه شربة بيد الحبيب المصطفى، لا يقى بعد هذه الشربة أبداً حتى يسعد بالنظر إلى وجه الله فى الجنة الكوثر: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} سورة الكوثر 1-3 .
ففى الصحيحين من حديث أنس واللفظ للبخارى أن الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم قال: " بينما أنا أسير فى الجنة" دخل النبى صلى الله عليه وسلم الجنة- نعم رأى النبى صلى الله عليه وسلم الجنة فى الدنيا وهو يصلى صلاة الاستسقاء، ودخل النبى صلى الله عليه وسلم الجنة ليلة المعراج والإسراء يقول الحبيب:" بينما أنا أسير فى الجنة إذا أنا بنهر حافتاه= شاطئاه- قباب الدر المجوف فقلت: ما هذا يا جبريل؟ فقال جبريل: هذا الكوثر الذى أعطاك ربك عز وجل" يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم : فإذا طيبه- أو طينه- مسك أذفر" شك هدية.
وفى رواية مسلم من حديث أنس قال المصطفى صلى الله عليه وسلم "حوضى أشد بياضاً من الثلج وأحلى من اللين بالعسل عدد آنيته أكثر من نجوم السماء وإنى لأرد الناس عنه يوم القيامة- أى: من غير المؤمنين، أى من غير الموحدين-كما يرد الرجلإيله عن حوضه" كما يرد الرجل إبل الناس عن حوضه فقالوا: وهل تعرفنا يومئذ يا رسول الله؟ هل تعرف أمتك من بين سبعين أمة فى أرض المحشر هل تعرفنا يومئذ يا رسول الله؟ فقال المصطفى :" نعم إن لكم يومئذ سيما" أى: علامة تختلفون بها عن كل الأمم " تأتونى أو تردون على غراً محجلين من أثر الوضوء".
ثم أخذ الله الميثاق على جميع النبيين والمرسلين إن بعث فيهم محمد أن يؤمنوا به وأن ينصروه قال جل وعلا: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} (81) سورة آل عمران.
هذه مكانة النبى الأمين عند رب العالمين، ويبين لنا الحبيب المصطفى امتثالاً منه لأمر ربه أن يبلغ، يبين لنا مكانته عند ربه فيقول كما فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة: " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأنا أول من ينشق عنه القبر وأنا أول شافع وأول مشفع".
وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة أنه قال: صلى الله عليه وسلم " فضلت على الأنبياء بست – أى بست خصال ـــ فضلت على الأنبياء بست: أوتيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لى الغنائم، وجعلت لى الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بى النبيون" وفى الصحيحين من حديث أنس رضى الله عنه قال: لما أتى للنبى صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء بالبراق استصعب البراق على النبى صلى الله عليه وسلم - أى: انتفض البراق، ولم يتمكن النبى صلى الله عليه وسلم أول الأمر من ركوبه فقال جبريل للبراق: بمحمد تفعل هذا- فوالله ما ركبك أحد أكرم على الله من محمد فارفض البراق عرقاً.
وفى صحيح مسلم من حديث أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " آتى باب الجنة – فإن أول من يفتح باب الجنة يوم القيامة هو نسينا، إن الله حرم الجنة على أى مخلوق أن يدخلها قبل المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة أحد قبل الحبيب محمد- آتى باب الجنة فأستفتح فيقول لى خازن الجنان: من أنت، فأقول: محمد، فيقول الخازن: بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك" والله لو ظللت أتحدث عن فضل النبى صلى الله عليه وسلم عند الرب العلى لا حتجت إلى لقاءات متعددة وأجمل القول فى كلمات قليلة حتى لا تنسى فأقول.
ثانيا: مظاهر الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم :
1) التسليم لأمره صلى الله عليه وسلم وطاعته فيما يأمر وينهى : الصحابة والتطبيق العملي لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة بالمسجد فقيل لها : لما تخرجين وتعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار ؟ قالت : ومايمنعه أن ينهاني؟ قال : يمنعه قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لاتمنعوا أماء الله مساجد الله " أخرجه البخاري ومسلم .
2) عدم رفع الأصوات فوق صوته :قال تعالى : { يايها الذين أمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوتالنبي ولاتجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}.سورة الحجرات .
3) توقيره صلى الله عليه وسلم وتعظيمه واجلال شخصه : أمثلة التوقير والتقدير عند الصحابة الكرام:عن عمرو بن العاص رضي الله عنه في حديث إسلامه وفيه : " وماكان أحد أحب ألي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه . وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه أجلالا له . ولو سئلت أن أصفه ماأطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه " .
4) موالاة من يوالي الرسول صلى الله عليه وسلم ومعاداة من يعادي ، والرضا بما يرضى به :لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " رواه الطبراني من حديث ابن عباس وصحح الألباني سنده في الجامع .
من سوء الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اسمه مجردا من دون وصفه بالنبوة قال تعالى: "لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا " سورة النور الأية 6 .
5) الترضى على أصحابه وأهل بيته صلى الله عليه وسلم والتأسي بهم لان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم هم الذين أدو لنا القران وثبتت بهم حجة الله على الخلق قال العلامة ابن قيم الجوزية رحم الله: ومحبة الصحابة رضي الله عنهم واجلالهم تابع لمحبة الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
6) حبه مايحب عليه الصلاة والسلام :مثال لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم " أسامة أحب الناس إلي ".رواه الحاكم في مستدركه .
7) نصرته والدفاع عنه : قال تعالى :{ألا تنصروه فقد نصره الله} سورة التوبة وتكون نصرة الرسول الله بالدفاع عنه وعن سنته بالمال والنفس واللسان والقلم والرد على كل منافق.
8) الإهتداء بهديه صلى الله عليه وسلم : أفضل الطرق وأكملها هي الهدي وهو الطريقه التي كان يسير بها الرسول صلى الله عليه وسلم في سلوكه وعبادته وأن الله تعالى جعل لنا أسوة حسنه وهو رسولنا الكريم لقوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا}. سورة الأحزاب الأية 21 .
9) ومن مظاهر الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم حفظ حرمة بلده المدينة المنورة فانها مهاجره ومحل اقامته وبلد أنصاره وفيها مسجده خير المساجد بعد جد الله وفيها مدفنه صلى الله عليه وسلم ومدفن أصحابه :قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( اللهم من ظلم أهل المدينة و أخافهم فأخفه وعليه لعنة الله وملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرف ولاعدل ( رواه الطبراني بسند حسن( من الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم اذا زار أحدكم مسجده يصلي فيه ومن الأدب أيضا عدم تغير اسم المدينه بغير اسمها التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم .