خطب الجمـعة |
![]() |
|
232 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحب في الله (خطبة مُصَغَّرة من 211)
كتبها : عبد الرزّاق طاهر فارح
ترجمها إلى الإنجليزية: د . فهيم بوخطوة
29 رجب 1440
07 ديسمبر 2018
أحبتي في الله
الحب في الله هو من أقوى عُرى الإيمان. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ وَأَبْغَضَ فِي اللَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ}. والحديث رواه أبوداود من حديث أبي أُمامة وهو الصحيح، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هُريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يقول الله عزَّ وجل يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليومَ أظلُّهم بظلِّي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي}. ما أجمل هذا الحديث وقد لا يستوعبُ كثيرٌ منَّا هذا المعنى الجليل إلا إذا وُفِّق، على هوْلِ لحظات على بِساطِ العدل بين يديْ الله تدنو فيها الشمسُ من الرؤوس، ويُؤتَى بجهنَّم إلى أرض المحشر لها سبعون ألف زمام، مع كلُّ زمام سبعون ألف ملاك يجُرُّونها. ترى الرَّجل عارٍ وترى المرأة عارية، في زحامٍ قاتلٍ خانق. ومع ذلك لا يُفكِّر أن ينظُر إليها، ولا تُفكر هي الأخرى مجرَّد أن تنظر إليه. روى البخاري ومسلم من حديث عائشة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يُحشر النَّاس يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرلاً}. قالت عائشة: يا رسول الله الرِّجال والنِّساء ينْظر بعضهم إلى بعض؟ قال: {يا عائشة الأمرُ أشد من أن يهمُّهُم ذلك}.
تصوَّر هذه الحظات، وجهنّم تزفُر وتُزمجر والملك قد غضب غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله. وفي هذه اللحظات يُنادَى على أهل الحبِّ في الله: {أين المتحابون بجلالي، اليومَ أظلُّهم بظلِّي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي}. بل ولن تنال خلاقة الإيمان إلا بالحب في الله، والبُغض في الله، كما في الصحيحين من حديث أنس أنّه صلى الله عليه وسلم قال: {ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد بهِنَّ حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أَحَبَّ إليه مِمَّا سواهما، وأن يُحب المرءَ لا يُحبّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذَف به في النّار}. بل وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم من حديث أبو هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أن رَجُلا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ ، فَأَرْصَدَ اللَّهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ فَقَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . فَقَالَ : هَلْ لَك مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا عليه؟ أي تريد زيادتها؟ قَالَ : لا ، غير أَنِّي أحببته فِي اللَّهِ . فقَالَ المَلَك: فإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ أن أخبرك أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قد أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فيه
}. أنظروا إلى فضل الحبِّ في الله تنال به حب الله جلَّ وعلا.
ومن السُّنَّةِ إن أحبَبْتَ أخاك أن تُخبره لِتُحقِّق معنى الآخرة لِتُشعِرَه بأُخُوَّتك، ولِتَشعُرَ أنتَ بأُخُوَّته. لقد أخذ النّبي صلى الله عليه وسلم معاذاً رضي الله عنه يوماً بيده، والحديث رواه الترمذي وأبو داود بسندٍ صحيح، فقال له المصطفى: يَا مُعَاذُ، فقال معاذ: لبَّيك وسعديك يا رسول الله. فقال له المصطفى: {
يا مُعاذ واللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ}. فقال معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله فوالله إني لأحبك. فقال: {لا تَدَعنَّ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ تَقُولُ: اللَّهُم أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وحُسنِ عِبَادتِك}. وفي الحديث الذي رواه أبو داود من حديث المقدام إبن كرَبْ أن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: {إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْه أَنَّهُ يُحِبُّه}وفي سند أبي داوود بسندٍ صحيح من حديث أنس:
أَنَّ رَجُلًا مرَّ على مجلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجُلٌ في المجلس: يا رسول اللَّهِ، إِنِّي لأُحِبُّ هَذا، فَقَالَ لَهُ النبيُّ ﷺ: {أَأَعْلَمْتَهُ؟} قَالَ: لا، قَالَ: {فأَعْلِمْهُ}. فَانطلق الرجل خلف أخيه وَقَالَ له: إِنِّي أُحِبُّكَ في اللَّه، فقالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ.
أحبتي في الله ،، المرءُ يوم القيامة يُحشرُ مع من يُحبّ. قال عبد الله إبن عمر: والله لو قُمتُ الليل لا أرقده، وصُمتُ النّهار ل أفطره، وأنفقت مالي كله في سبيل الله، أموت يوم أموت وليس في قلبي حبٌّ لأهلِ طاعة الله، وبُغضٌ لأهل معصية الله، ما نفعني ذلك كله. أين الولاء لله ولرسله وللمؤمنين؟ وأين البراء من الشرك والمشركين.
وهذا عبد الله إبن مسعود رضي الله عنه يقول: والله لو قام رجُلٌ بين الرُّكن والمقام (أي في الكعبة) يعبدُ الله سبعين سنة، لحُشِرَ يوم القيامة مع من يُحب. اللهم إننا نُشهِدُك أنّنا نُحبُّ نبيَّك، نحب أصحاب نبيك فاحشرنا معهم وإن لم نعمل بمثل أعمالهم، يا رب العالمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، إنَّه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله ،، الحمد لله الذي هدانا لهذا ،، وما كنَّا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله
وأشهد أن لا إله إلا الله ،، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ،،
صلّ الله عليه وعلى آلِه وأصحابه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين
أحبَّتي في الله ،، ألا صلُّوا وسلِّموا على من أمركم الله بالصلاةِ عليه
إنَّ الله وملائكته يصلُّون على النَّبي ،، يا أيُّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تسليما
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ،، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهم، إنَّك حميد مجيد
اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد ،، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهم، إنَّك حميد مجيد
اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ،، ونعوذُوا بكَ اللّهُم من سخَطِكَ والنَّار.
اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ،، ونعوذُوا بك اللّهُم من سخَطِكَ والنَّار.
اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ،، ونعوذُوا بك اللّهُم من سخَطِكَ والنَّار.
اللهم إنَّا نعوذ بك من والبَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام
اللهم إنَّا نعوذ بك من والبَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام
اللهم إنَّا نعوذ بك من والبَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنا ،، الأحياء منهم والأموات
إنَّك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات
اللهم إنَّا نسألك العفو والعافية ، في الدنيا والآخرة.
اللهم تقبَّل مِنَّا ، إنَّك أنت السَّميعُ العليم
وتُب علينا يا مولانا إنَّك أنت التَّوَّاب الرحيم
اللهم إنَّا نسألك خير المسألة، وخير الدُّعاء، وخير النَّجَاح،
وخير العِلْم، وخير العَمَل، وخير الحياة، وخير المَمَات
وثبِّتنا وثقِّل موازينَنَا ، وحَقِّقْ إيماننا، وارفع درجاتنا
وتقبَّل صلاتنا وصيامنا وركوعنا وسجودنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
يارب ، لا تَدَعْ لنا ذنبًا إلا غفرته ، ولا همَّا إلا فَرَجْتَه، ولا ديناً إلا قَضَيتَه، ولا مريضاً إلا شَفَيتَه،
ولا حاجة من حوائج الدنيا، لك رِضَى، ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسَّرْتَهَا يا أرحم الرَّاحمين
اللهم ربَّنَا آتِنا في الدنيا حَسَنَةً ، وفي الآخرة حسنة ، وقِنَا عذابَ النَّار
اللهم إنَّا نُحِبُّ نَبِيُّك ونُحِبُّ أصحاب نَبِيُّك ،
فاحشرنا معهم وإن لم نعمل بِمِثْلِ أعمالهم ، يا أرحم الراحمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين