خطب الجمـعة |
![]() |
|
202 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
كُلُوا حَلالاً طَيِّباً
كتبها: الشيخ عبد الرزّاق طاهر فارح
ترجمها إلى الإنجليزية : د . فهيم بوخطوة
25 ربيع الثَّاني 1439 هـ
12 يناير 2018 م
أحبتي في الله ،،
قال الله جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} 168 - 2:169. لقد ورد في هذه الآية نداءٌ من الله عزّ وجلّ للنَّاس كُلِهِم. نداءٌ يشمل الجميع، المؤمن والكافر، الطائع والعصي. يشمل الإنسانية كلها. ثم يَزِدُ بعد هذا النِّداء أمرٌ ونَهْيٌ. أمرٌ بأكل الطِّيبات، ونَهْيٌ عن إِتِّباع الشيطان. وأم الأمر بأكل الطيبات فهو قوله { كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا}. هذا إمتنانٌ من الله جلّ وعلا على خلقِهِ، حيث أباح لهم أن يأكلوا مِمَّا في الأرض حال كَوْنِهِ حلالاً من الله جلَّ وعلا. وحال كونِهِ طيِّباً أي مثستطاباً لا يُضِرُّ بالأبدان ولا بالعقول. وقد ورد الأمر بأكل الطيِّبات في القرآن مُكرَّراً بقول الله جلَّ وعلا: {.. كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ..} 2:57. فهذا نِداءٌ عامٌ للمؤمن والكافر بأكل الحلال. وأما النِّداء الخاص لأهل الإيمان أن يأكلوا الحلال الطِّيِّب فهو في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا} 2:172.
فيجب على كلِّ مسلمٍ أن يهتم بمسألة الكسب ليكون كسبُهُ حلالاً وليكون ماله حلالاً. وقال النبي صلى الله عليه سلم كما في صحيح مسلم من نحديث أبي هريرة رضي الله عنه: {إنَّ الله تعالى طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّباً}. وإنَّ الله أمَرَ المؤمنين بما أمَرَ به المرسلين. فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} 23:51. ثم ذَكَرَ الرسول صلى الله عليه وسلم: {الرَّجُلُ أشعث أغبر يُطيلُ السَّفَر، يمدُّ يديه إلى السماء: يارب يارب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام، وغُذِّيَ الحرام، فأنَّا يُسْتَجَاب لذلك}.
إعلموا يا عباد الله أنَّ طيب المطعم من شروط إجابة الدُّعاء، كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور آنفاً. لا بُدَّ أن تأكل طيباً. لا بُدَّ أن تبتعد عن أكل أموال النّاس بالباطل. لا بُدَّ أن تبتعد عن أكل الرِّبا. لا بُدَّ أن تبتعد عن أكل أموال اليتامى. لا بُدَّ أن تبتعد عن أكل أموال النّاس بالباطل بأيِّ صورةٍ من الصُّوَر. إعلم أنَّ الله قَدَّرَ الأرزاق. واعلم أنك لن تأخذ منه إلا ما كتب الله لك، ولن يفوتك أبداً حتى تَسْتَكْمِل. روى أبو نعيم في الحلية بسندٍ صحيح من جديث أبي أُمامَةَ رضي الله عنه أنّ النَّبي صلى الله عليه سلم قال: {إنَّ رُوحَ القُدْسِ (يعني جبريل) نَفَثَ في رُوْعِي (أي أوحى إليَّ) أنَّ نفساً لن تموت تحتى تستكمل رزقها وأجلها، فلتتَّقوا الله، وأجمِلوا في الطَّلب. ولا يَحْمِلَنَّ أحدكم إستبطاءُ الرِّزق أن يَطْلُبَه بمعصية الله. فإنَّ ما عند الله لا يُنَالُ إلا بطاعته}. فأحرص على الحلال، واعلم أنَّ رِزْقُكَ مُقَدَّرٌ. لا تسعى إلى الحرام، ولا تبحث عنه، ولا تسأل عنه. قِيْلَ لحاتم الأصَمْ: بما حَقَّقْت التَّوَكُّل على الله؟ قال بأربعة أشياء: علمت بأنَّ رزقي لا يأخذه غيري فاطمأنَّ قلبي. وليم أن عملي لا يُتْقِنه غيري فاشتغلت به. وعلمت بأنَّ الموت ينتظِرُني فأعددتُ زاد للقاءِ الله. وعلمتُ بأنَّ الله مُطَّلِعٌ عليَّ فاستحييت أن يراني على معصيته.
أطب مَطْعَمَك، فهذا من أعظم أسباب تأكيد التوحيد في القلب، وتطعيمه، وتشديد الإيمان. ومن أعظم أسباب قَبُول الدُّعاء. ومن أعظم أسباب القُرب من الله جلَّ وعلا. واعلم أنَّ الحرامَ لا ينفعُ ل في الدنيا ولا في الآخرة.
أسأل الله أن يرزقني وإيَّاكم جميعا الحلال الطيِّب. وأنْ يُباعد بيننا وبين الحرام كما باعد بين السماء والأرض. إنَّه على كل شيءٍ قدير.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، إنَّه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله الذي هدانا لهذا ،، وما كنَّا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله
وأشهد أن لا إله إلا الله ،، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ،،
صلّ الله عليه وعلى آلِه وأصحابه أجمعين
أحبَّتي في الله ،، ألا صلُّوا وسلِّموا على من أمركم الله بالصلاةِ عليه
إنَّ الله وملائكته يصلُّون على النَّبي ،، يا أيُّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تسليما
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ،، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهم، إنَّك حميد مجيد
اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد ،، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهم، إنَّك حميد مجيد
اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ، ونعوذ بك اللهم من سخطك والنّار
اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ، ونعوذ بك اللهم من سخطك والنّار
اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ، ونعوذ بك اللهم من سخطك والنّار
يارب ، لا تَدَعْ لنا ذنبًا إلا غفرته ، ولا همَّا إلا فَرَجْتَه، ولا ديناً إلا قَضَيتَه، ولا مريضاً إلا شَفَيتَه،
ولا حاجة من حوائج الدنيا، لك رِضَى، ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسَّرْتَهَا يا أرحم الرَّاحمين
اللهم إنّا نسألك خير المسألة ، وخير الدعاء وخير النجاة، وخير العلم ، وخير العمل
وخير الحياة ، وخير المَمَات ، وثبتنا وثقل موازيننا ، وحقق إيماننا ، وارفع درجاتنا
وتقبَّل صلاتنا ، وصيامنا وركوعنا وسجودنا برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا يا مولانا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنا ،، الأحياء منهم والأموات
إنَّك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم إنَّا نُحِبُّ نَبِيُّك ونُحِبُّ أصحاب نَبِيُّك ،
فاحشرنا معهم وإن لم نعمل بِمِثْلِ أعمالهم ، يا أرحم الراحمين.
ربَّنَا آتِنا في الدنيا حَسَنَةً ، وفي الآخرة حسنة ، وقِنَا عذابَ النَّار
اللهم إنَّا نعوذ بك من البَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام
اللهم إنَّا نعوذ بك من البَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام
اللهم إنَّا نعوذ بك من البَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
|